كان اسمها الروماني السِّليوم... لماذا سُميت القصرين بعدها بالقصرين؟
لا تزال القلاع والأضرحة والحمامات الرومانية منتصبة تقاوم قِدم التاريخ وتغيرات الأزمنة على كل طرقات مدينة القصرين اليوم، أو السّليوم في الفترة الرومانية. آثار كانت ملجأ لهو أو عمل أو حماية لسكان المنطقة في الفترات التاريخية الفارطة، لتعطي في الحقبات التاريخية الجديدة للمدينة اسمها. فلماذا، بعد حملها لاسم السليوم، سُميت القصرين بالقصرين؟
يبين المستشار الأول للتراث حمد غضباني، أن رواية شفوية تناقلها سكان المنطقة والمارين بها على امتداد الأزمان، تتحدث عن ضريحين كانا على الطريق الرابطة بين القصرين وسفيطلة (سبيطلة)، أسماهما الأهالي بالقصرَيْن فأصبحت السليوم القصرِين.
الضريحان موجودان إلى اليوم على شارع الحبيب بورقيبة وسط مدينة القصرين، وأحدهما لعائلة البيترونيين والثاني لعائلة الفلافيين الذين سكنوا السليوم قديما.
ويحتوي ضريح الفلافيين مرثية باللغة اللاتينية تتغنى بخصال فلافيوس على امتداد عشرات الأسطر.
الغضباني يتحدث عن فرضية ثانية جعلت المدينة تسمى القصرين، نسبة لوجود قلعتين محصنتين على مقربة من موقع مدينة السليوم.
بقيت بعض آثار القلعتين متناثرة في مرتفع في القصرين، حيث كانت مدينة السليوم متواجدة. ولا يختلف المهتمون بالتاريخ على كون الأسوار كانت قد بنيت على عجل حول المدينة القديمة، رغم صمودها لمدة تناهز ال 2000 سنة.
الباحثون يشيرون إلى أن الهدف من بناء القصرَيْن، بمعنى القلعتين، في تلك الفترة، هو أمني بامتياز، لحماية المدينة وسكانها من الحروب والغزوات.
رغم الاختلاف البسيط بين تسمية المدينة نسبة لأضرحة عائلاتها العريقة القديمة، أو استنادا لقلاع جُعلت لحمايتها، فإن الثابت أن معالم القصرين القديمة هي من منحتها اسمها الحالي، وقد تمنح البلاد اكتشافات تاريخية عديدة مستقبلا، لو توفرت إرادة سياسية حقيقية لاكتشاف وتثمين موروث مهم ومنسيّ واستثنائي.
برهان اليحياوي.